جــلس جحـا , يـومـاً على منـصة الوعــظ في أحد جـوامع مديـنته وقال:
- أيـها المؤمنون, هل تعـلمون ما سأقوله لكم ؟
فأجابه الســامعون : كـلا , لا نعلم.
قال : إذا كنتم لا تعلمون , فما الفائدة من التكـلم , ثم نزل . وعاد في يوم آخـر فألقـى عليـهم نفس السؤال , فأجابوه ,هذه المـرة
: ـجل إنـا نعـلم.
فقـال : ما دمتم تعلمونن ما سأقوله فما الفائدة من الكلام ؟
فحـار الحاضرون فيما بينهم واتفقوا بعد ذلك , أن تكون الإجـابة متناقضة , قسـم يجيب : لا , وقســم يجيب : نعم ، ولمـا أتاهم المرة الثالثة , وألقـى عليـهم السؤال الأول الأول , اختلفت اصواتهم بين : لا ونعم .فقال:
حسناً .. من يعلَم يُعْلِم من لا يعْلَم.
*******************************************************************************************************
دخــل الحـمام يـوماً, وكـان السكـون فيـه سائداً , فأنشأ يتغنى , فأعجبه صـوته , فحدثته نفسه , بأنه لا يجـوز أن يبخل نفسـه بصوـه البديـع على إخـوانه المسـلمين . فمـا أسرع ما خـرج من الحمـام قاصـداً الجـامع حيث صعد إلى المأذنة وبـدأ ينشـد بعض التسـابيح في سـاعة الظــهر , فاستـغرب المـارة من هذا الأمـر .. وكـان صوتـه خشنـاً مزعجـاً , فناداه أحدهـم قائلاً:
(( ويحـك يا أحمق ! ملك تزعج الناس بهـذا الإنشـاد , بصوتـك المزعج ، وفي مثـل هذه السـاعة؟؟))
فـأجابه من فوق المأذنة :
- يأخـي لو أن محسـناً .. يتبرع لي ببنـاء حمــام , فوق المأذنـة , لأسمعتـك من حسن صـوتي , مـا ينسيك تغـريد البلابل!
**********************************************************************************************************
رأى في منـامه, أن شخصـاً أعطـاه تسعة دراهم , بدلاَ من عشـرة , كان يطلبـها منـه , فاختـلفا وتنازعـا , ولمـا احتدم بينهـم الجدال , انتبـه من نومـه مذعـوراً , فلـم يرَ في يده شيـئاً .. فتكـدر , ولام نفسـه على طمعها , ولكنه عاد فاستلقى في الفراش , وأنزل نفسه تحت اللحاف , ومد يده ألى وسـادته , قـائلاً : هـــاتهـا تسـعة ولا تـــزعــل !!
**********************************************************************************************************
كان يتمشى يوماً خـارج البلد أمام مقبـرة ,فـرأى جمـاعة من الفرسـان , قـادمين نحـوه , فأوجـس منهم خيـفة , ولـكن قبراَ قديـماً رآه مفتـوحاً أمـامه , أوحـى إليه فكـرة الإختبـاء فيـه , فخـلع ثيـابه العـليا , ونزل فيـه , فلـما اقترب منه الفرسـان , ورأوه في القبر عاري نصف الجسـم , استغربـوا حالهم فسألوه :
مـاذا تفعل يا هذا ؟
فـحـار في الجـواب , ولكنـه استدرك , وقال :
أنـا من أهل القبـور فأستأذنت ربي أن اخرج قليلاً للفسحـة فأذن لي , فضـحك الفرسان وتركوه وشانــه
**********************************************************************************************************