الأم والإبن
مريم المباركة:
إن موضوع ميلاد المسيح قد ذكر في القرآن الكريم في سورتين : سورة آل عمران، وسورة مريم . وعندما نقرأ عن بدء مولده على الصفحة رقم 134 من ترجمة معاني القرآن الكريم التي سبق أن أشرنا إليها ، ونصل إلى قصة مريم والمكانة المتميزة التي تبوأتها في كنف الإسلام قبل البشارة بمولد المسيح كما يتجلى في قوله تعالى:
( وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله أصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين)
إن هذا الشرف الذي أسبغ على مريم في القرآن لم يتح لها حتى في أناجيل المسيحين!
ويقول الذكر الحكيم ( يامريم اقنتي لربك واسجدي وأركعي مع الراكعين) سورة آل عمران:43
الوحي الإلهي :
ماسر ، وما مصدر الجلال في هذا الكلام السامي الرفيع الجميل الذي يثير في أصله باللغة العربية وجدان الإنسان ويصل به إلى صفاء روحي يصل إلى حد أن تسيل الدموع من العيون؟
إن الآية الرابعة والأربعين من سورة آل عمران توضح لنا هذا السر ، وتبين لنا ذلك السبب ، إذ تقول :
(ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم .. وماكنت لديهم إذ يختصمون)
مولد مريم :
كانت جدة المسيح عليه السلام عاقرأ . وكانت تتجه بقلبها إلى الله ونذرت أن لو رزقها الله مولودا لوهبته لخدمة المعبد .
مسأله محيرة:
واستجاب الله دعاءها وولدت مريم . واضمحل وتضاءل الأمل . إنها كانت ترجو ابنا ذكرا ولكنها بدلا من ذلك وضعتها أنثى ، وليست الأنثى كالذكر بالنسبة لما كانت تحلم به وتتمناه
ماذا كانت تستطيع أن تعمل؟ كانت قد نذرت لله نذراً
وانتظرت لتكبر مريم حتى تعتمد على نفسها. وعندما حان الوقت ، حملت الأم ابنتها الغالية إلى المعبد كي تكرسها لخدمته .. وكان كل كاهن يتهافت أن يرعى ويتعهد الطفلة الجميلة .. وألقوا سهامهم مقترعين على ذلك كما كان شأنهم عندما يحزبهم خلاف كما نفعل عندما يحتكم طرفان منهما يربط حظه من القسمة بأحد وجهي قطعة من العملة وشاء الله أن تكون من نصيب زكريا.
كانت تلكم هي القصة...ولكن من أين حصل محمد عليه السلام على هذه المعلومات.
أحمد ديدات رحمه الله